کد مطلب:306572 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:168

من الخواطر


.. واترك باقی الاسطر سیدتی كی تملئها عبراتك المنسكبة من مقلتیك المتجمرة الاوصال، واصمت متفكرة بشخصك الذی ملئه دفوق الرقة والحب واكتنفته اعباقه المنتشرة.. ذلك الحب الذی نسمعه متكلماً عندما تخرس ألسنة الحیاة، و نراه دوماً ساطعاً مشرقاً منیراً كعمود یمتد من السماء یضی الكون بعدما حجبته الطلسماء.

اجل ضاعت ابتسامة الزهراء العذبة علی هضاب المدینة، و صار الوجه الجمیل مناحة للدموع، حتی جعلته ذابلاً خابئاً، واصبح البحر كأنه ینوء مستفیقاً للعبرات والغصص، فأسم محمد صلی اللَّه علیه و آله و سلم هاتف یهتف به كیان فاطمة.. هاتفاً تسمعه الزهراء یتحدر من علیاء السماء.. و هو یخاطبها كل یوم: (اقترب اللقاء یا ابنتی).

.. و ظل دیدن الزهراء هو البكاء عند قبر ابیها، و قبور الشهداء.

وها هی الارض تشهد امامها حزنك سیدتی، فكأنها زلزلت جزعاً مما صنعوه، بلی: شهدت تلك الدموع التی سقطت من اجل الحق.. و كما تشهدك الان و انت طریحة الفراش من بعدما وقع علیك من الضرب والقهر (ولكن) المأساة لم تنته الی هنا.